حقيقة حوارق الدهون- هل هي فعلًا مفيدة؟!

أغلب من يعاني من زيادة الوزن يبحث عن أفضل الطرق ليصل إلى هدفه بأسرع وقت ممكن. ومع الأسف، يكون تركيزه في البداية على المكملات، ومن أشهر المكملات التي يشتريها هي حوارق الدهون، التي يتم الترويج لها على أنها الحل السحري لخسارة الدهون. ولكن هل هذا الأمر صحيح أم مجرد خرافات؟ تابع معي لتعرف الإجابة العلمية والتفصيلية.

ما هي حوارق الدهون؟

حوارق الدهون، المعروفة بالإنجليزية بـ Fat Burners، هي مكملات غذائية تحتوي على عدة مكونات يظن البعض أنها تساعد في زيادة معدلات الحرق، وتساعد في سد الشهية، وزيادة الطاقة. ولكن هل هذا صحيح فعلًا؟

أغلب حوارق الدهون تحتوي على الكافيين، الذي يعمل كمحفز للجهاز العصبي المركزي، مما يزيد من الطاقة والتركيز ويقلل التعب. كذلك، تحتوي حوارق الدهون على مكونات أخرى مثل مستخلصات الشاي الأخضر، والـ إل-كارنيتين، والـ CLA، وغيرها، التي يُروج لها على أنها تساعد في حرق سعرات حرارية أكثر. ولكن الحقيقة أن حرقها للسعرات الحرارية بسيط جدًا، وبعض المركبات لا تفيد أصلًا. أيضًا، قد تساعد حوارق الدهون في تقليل الشهية.

هل المركبات الموجودة في حوارق الدهون مفيدة؟

لنرى ما قالت الدراسات عن المركبات الموجودة في حوارق الدهون، وهل هي تحرق الدهون أم لا. لنبدأ بالـ CLA:

• دراسة: تمت على 28 امرأة تعاني من زيادة الوزن، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين: مجموعة أخذت حبة وهمية، ومجموعة ثانية أخذت الـ CLA بجرعة 3.2 جرام في اليوم. النتيجة لم تظهر أي فرق في خسارة الدهون بين المجموعتين.
• دراسة: تمت على 23 شخصًا يمارسون تمارين المقاومة، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة أخذت حبة وهمية، ومجموعة ثانية أخذت الـ CLA بجرعة 3 جرام في اليوم. النتيجة أظهرت أنه لا يوجد فرق في معدل الحرق أو نسبة الدهون بين المجموعتين.

بعض الدراسات رأت تأثيرًا بسيطًا جدًا على بعض الأشخاص لمكمل الـ CLA في خسارة الدهون، لكن التأثير كان بمعدل 55 سعرة حرارية تقريبًا فقط، وهذا بالتأكيد عدد بسيط جدًا. كانت الجرعة المستخدمة 3.2 جرام يوميًا، أما الجرعة الموجودة في حوارق الدهون فهي لا تتعدى 1 جرام من الـ CLA. من ناحية أخرى، بعض الدراسات رأت تأثيرًا سلبيًا لمكمل الـ CLA، مثل التقليل من حساسية الإنسولين (المصدر)، وقد يؤثر سلبًا على وظائف الكبد (المصدر)، وغيرها. فتخيل أن المكمل لا يفيد في حرق الدهون، وإذا فادك فالفائدة بسيطة، ومع ذلك له أضرار. فهل حسب رأيك يستحق أن تشتريه؟

والآن، لنرى ماذا قالت الدراسات عن مكمل إل-كارنيتين كحبوب وليس كحقن، وهل يفيد في حرق الدهون أم لا؟

• مراجعة: على 37 دراسة رأت أن فائدة إل-كارنيتين بسيطة جدًا في خسارة الدهون عندما تكون الجرعة 2000 مليجرام في اليوم.
• دراسة: تمت على 18 امرأة، تم تقسيمهن إلى مجموعتين، مجموعة أخذت حبة وهمية، ومجموعة ثانية أخذت إل-كارنيتين بجرعة 4 جرام يوميًا. استمرت الدراسة لمدة 8 أسابيع، والنتيجة لم تُظهر أي فرق في خسارة الدهون بين المجموعتين.

مكمل إل-كارنيتين لا يفيد بشكل كبير في حرق الدهون كما يُشاع، وبشكل عام، الجرعة الموجودة في حوارق الدهون لا تتعدى 1 جرام، لذلك فإن فعاليته لا تكاد تُذكر.

والآن، لنرى ماذا قالت الدراسات عن مستخلصات الشاي الأخضر وهل هي فعلًا تنسف الدهون العنيدة؟!! بعض الدراسات قد رأت أن مستخلصات الشاي الأخضر تساعد بحرق الدهون بشكل بسيط إضافي (المصدر)، لكن فائدة مستخلصات الشاي الأخضر تكون بشكل عام بجرعات عالية من مادة الـ EGCG وهي ما بين 300-500 مليجرام، وليست جرعة قليلة مثل الموجودة في حوارق الدهون (حوالي 50 مليجرام). لذلك، الفائدة من أخذ مستخلصات الشاي الأخضر من حوارق الدهون بالطبع تكون أقل.

حسنًا رأينا أن أغلب المكونات الموجودة بحوارق الدهون لا تفيد، أو تفيد بشكل بسيط، ولكن ماذا عن حوارق الدهون نفسها، ماذا قالت الدراسات عنها؟

• تحليل تلوي: تم على 21 دراسة لرؤية فعالية حوارق الدهون، والنتيجة كانت أن حوارق الدهون فادت بكمية بسيطة جدًا.
• دراسة: تمت على 52 شخصًا، وتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات: مجموعة أخذت مكمل البروتين، ومجموعة أخذت مكمل البروتين وحوارق الدهون، ومجموعة أخذت حبة وهمية. النتيجة أظهرت أنه لا يوجد أي فائدة لحوارق الدهون في زيادة معدل الحرق وخسارة الدهون.

ما هي فوائد حوارق الدهون؟

حسنًا، بعد أن ذكرت لكم أشهر المركبات الموجودة في حوارق الدهون، وأثبتنا فعاليتها البسيطة، وبعض المواد غير فعالة حتى، والمادة الفعالة المثبتة والتي تساعد في زيادة الطاقة والتركيز في حوارق الدهون هي الكافيين فقط (المصدر). إذًا، ما هي فوائد حوارق الدهون الحقيقية؟

• زيادة الطاقة والتركيز: ذلك بسبب وجود كمية عالية من الكافيين، وليس بسبب أن المكمل سحري، فإذا بدلت حارق الدهون بمكمل الكافيين، أو أخذت الكافيين من الشاي والقهوة (بكميات أعلى، لتصل نفس جرعة الكافيين الموجودة بحوارق الدهون)، ستحصل على نفس الفائدة، وتوفر أموالك.
• تقليل الشهية: تساعد حوارق الدهون في تقليل الشهية بشكل بسيط، ولكن إذا اعتمدت على حوارق الدهون لفترة طويلة، فجسمك سيتعود عليها، ولن تشعر بفعاليتها وفائدتها في تقليل الشهية. لتتحكم في الشهية، لا تحتاج إلى مكمل معين، بل كل ما عليك هو أن تزيد من تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة وتمنح الشبع مثل الخضروات، وأغلب الفواكه، والأطعمة الغنية بالألياف والبروتين. بهذه الطريقة، ستكون قد بنيت عادة صحية وسيتم التحكم في شهيتك بشكل صحيح، دون الحاجة إلى دفع أموالك في أي مكمل.
• حرق كمية بسيطة من السعرات: مثلما رأينا، أن بعض المكونات في حوارق الدهون تحرق السعرات بكمية بسيطة جدًا. وبرأيي، تستطيع الحصول على نفس الفائدة وبدون المكمل إذا قللت كمية أكلك بشكل بسيط جدًا، أو زدت نشاطك اليومي بمقدار بسيط. فستحصل على نفس الفائدة ونفس كمية السعرات المستهلكة تقريبًا.

هذه الفوائد بإختصار، وهذه الفوائد أصلاً يمكنك الحصول عليها من الطعام كما ذكرت، وبهذه الطريقة تحصل على فائدة مستمرة وتغيير عاداتك الغذائية، مما سيفيدك على المدى الطويل، وليس فقط الاعتماد على حارق دهون الذي قد يكون مفيداً لفترة قصيرة فقط، وثانيًا توفر أموالك.

إقرأ أيضًا: التخلص من الشهية المفتوحة

الفائدة الوهمية لحوارق الدهون!

قد يأتي سؤال في بالك، ولكن لماذا إذا شاهدت إحصائيات حوارق الدهون على أمازون، آيهرب، وغيرها من المواقع، تكون عالية وأغلب الناس تقول أنها استفادت منها؟!! هنا السبب ببساطة هو التأثير الوهمي أو ما يسمى بالإنجليزية “Placebo Effect”.

هذا يعني أن بعض الناس، بعد أن يتناولوا حوارق الدهون أو أي منتج آخر بشكل عام، ولكن لنركز على حوارق الدهون الآن، يبدؤون بدون قصد في تحسين نظامهم الغذائي ونظامهم التدريبي، وتحسين نومهم، فيبدأون برؤية النتائج ويعتقدون أن السبب هو هذه الحبة السحرية وحارق الدهون الخارق، لكن الحقيقة أن سبب التغيير هو الاهتمام والتركيز في الأساسيات والاستمرار عليها، وليس بسبب حوارق الدهون.

هذا الأمر لا يحدث فقط عند تناول حوارق الدهون، بل أيضًا عند تناول مكملات أخرى عديمة الفائدة مثل: BCAA، الأمينو، HMB، وغيرها. وهذا التأثير الوهمي يحدث أيضًا في أمور أخرى في الحياة بشكل عام.

الخلاصة ورأيي الشخصي:

ششخصيًا، لا أستخدم حوارق الدهون ولا أطلبها من متدربيني، لأني لا أرى لها أي فائدة. إذا كان هدفك خسارة الدهون، فيجب عليك التركيز على الأساسيات، وهذا هو ما أبرزه دائمًا في مقالاتي والمحتوى الذي أشاركه على الإنستجرام. الأساسيات هي التي تمنحك النتائج التي تحلم بها، بينما التركيز على الطرق المختصرة والمكملات لا يمكن أن يساعد سوى بنسبة تقليلة لا تتجاوز 10%.

ركز في الأساسيات مثل: أن تأكل أقل من إحتياجك إذا هدفك خسارة الدهون، وتتناول كمية كافية من البروتين بشكل يومي، وأن يكون تمرينك صعب وقريب من الفشل العضلي، وأن تتطور أسبوعيًا بالأوزان أو العدات، وأن تنام بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، وأن تستمر وتلتزم وتصبر. هذا ما سيوصلك إلى جسم أحلامك، ودعك من الطرق المختصرة، والمكملات الوهمية…