انتشرت السارمز في الفترة الأخيرة على أنها مكملات تأخذها مثل عقار عن طريق الفم ولا يوجد لها أي أضرار أو اثار جانبية، وفوائدها مثل الهرمونات والستيرويدز ولكن هل هذا فعلًا صحيح؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم تابع معي.
ملاحظة مهمة: أنا لا أنصح بإستخدام أي مواد محظورة وممنوعة. هدف هذا المقال تثقيفك وزيادة معلوماتك. من المهم إستشارة طبيبك المختص قبل اخذ أي مادة ممنوعة.
ما هي السارمز؟
ال SARMS أو ال Sarm هي إختصار ل Selective Androgen Receptors Modulators، بالعربية تعني مواد انتقائية للمستقبلات الأندروجينية. هذا يعني أنها أدوية تشبه المنشطات فهي عبارة عن مركبات كيميائية تستهدف مستقبلات الأندروجينية في العضلات و العظام فقط، بدون التأثير الكبير على المستقبلات الاخرى، لذلك تسمع أن السارمز تزيد الكتلة العضلية والأداء، وتقوي العظام.
أما المنشطات الأندروجينية مثل الحقن كالتستستيرون وغيرها، فترتبط بالمستقبلات الأندروجينية في كل الجسم، وليست محصورة في العضلات والعظام فقط، فهنا تسبب أعراض سلبية أكبر مثل الحبوب، وتساقط الشعر، وتأثير على الخصية، وغيرها من الأضرار.
ونقطة أخرى مهمة أن استخدام السارمس بجرعات قليلة لا تتحول لل DHT أو الأستروجين (هرمون الأنوثة) بنفس المعدل الذي يحدث عند أخذ الستيروديات الإبتنائية، حيث أن السارمز لا تتفاعل مع أنزيم الارومتيز الذي يقوم بتحويل التستوسيترون (هرمون الذكورة) إلى هرمون الأنوثة. لكن إذا زادت الجرعات فقد تسبب هذه الأعراض الجانبية مثل التأثير على الخصية، التأثير على النفسية، تساقط الشعر، وغيرها.
من أشهر أنواع السارمز المنتشرة حاليًا هي:
- الأوسترين (Ostarine) أو MK-2866
- أندارين (ANDARINE S-4)
- تستولون راد 140 (TESTOLONE RAD-140)
- الكاردارين (Cardarine)
- الليجاندرول (LINGADROL ) LGD-4033
وغيرها من الأنواع، مهم أن أذكر أن الMK-677 الذي تحدثت عنه في مقال سابق، ليس سارم إنما هو دواء يحفز هرمون النمو ويزيد من إفرازه، كما يزيد من إفراز الIGF-1.
مقال ذا صلة: السارمز Mk677| هل هو فعلًا مفيد؟
لماذا لاعبي كمال الأجسام يتجهون إلى سارمز؟
بعد أن رأينا أن لها أعراض أقل من الستيرويدات الإبتنائية والهرمونات، فبدأ لاعبي كمال الأجسام بالإقبال عليها، وبالغالب من يقبل عليها يكون يريد تطوير جسمه بشكل أكبر من دون أن يستخدم الهرمونات والستيرويدات الإبتنائية.
المشكلة أن الجرعات القليلة من السارمز لن تعطيك فائدة كبيرة مثلما يروج له حتى لن تصل إلى 10% من فوائد الهرمونات والستيرويدرات الإبتنائية، ومن ناحية أخرى إذا قمت بتناول جرعة عالية فسوف تعاني من الأعراض الجانبية للهرمونات مثل الحبوب، التأثير على النفسية، الخمول، ضمور الخصية، وغيرها.
كذلك هذه المواد جديدة فلا تعرف ما هي الأعراض الجانبية التي قد تصاحبها على المدى الطويل فكل الأبحاث عليها لما تتخطى ال20 سنة، فلا تستطيع معرفة تأثيرها على المدى البعيد.
ما هي أضرار السارمز؟
يا سلام على هذه الفوائد الجميلة للسارمز! لا تتسرع يا صديقي يوجد للسارمز العديد من الأضرار. طبعًا أولًا مهم أن أذكر أن السارمز أنواع فلذلك بعض الأنواع قد تحتوي على أضرار معينة، والبقية تحتوي على أضرار أخرى إضافية. لذلك سأذكر الأضرار بشكل عام للسارمز:
- إنخفاض إفراز هرمون التستوستيرون: هذا الأمر وجدوه في عدة دراسات حيث أثبتت أنه انخفض انتاج هرمون التستوستيرون، واحتاج الجسم لفترة إلى أن يعود معدل إنتاج هرمون التستوستيرون إلى طبيعته. كلما زادت جرعات السارمز كلما زاد إحتمال أن ينخفض معدل انتاج هرمون التستوستيرون في جسمك، السبب بسيط وهو بما أنك تدخل الأندروجين إلى الجسم من المصادر الخارجية، فالجسم يستجيب لهذا الأمر عن طريق تقليل إنتاج الهرمونات المماثلة، فهذا بدوره يسبب لإنخفاض إفراز التستوستيرون.
- زيادة إحتمال الإصابة بالسرطان: هذا الأمر ليس مؤكد لكن رأوا العلماء في بحث سنة 2004 على مجموعة فئران أعطوهم سارم الكاردارين والنتيجة بينت زيادة في الخلايا السرطانية في أمعاء الفئران. طبعًا هذه الدراسة ليست مؤكدة 100% ونحن لسنا فئران فلا نستطيع الجزم أن السارمز تسبب السرطان، ولكن هذه من الأضرار التي قد تحصل مع من يستخدم السارمز.
- المواد حديثة: وهنا قصدي التنويه والتذكير أن المواد ما زالت حديثة ولا توجد عليها دراسات كثيرة لمدى طويل التي تبين أضرارها على المدى البعيد، لذلك لا نستطيع معرفة ما قد تسببه السارمز على المدى الطويل.
- إضطرابات النوم: بعض أنواع السارمز أدت إلى صعوبات ومشاكل في النوم.
- التأثير على النفسية: بعض أنواع السارمز قد تؤثر على المزاج والسلوك وتزيد من العصبية.
مشكلة أخرى للسارمز هي أن أغلب المنتجات المتداولة في السوق مزيفة أو مغشوشة، لأن سعرها الحقيقي غالي، كذلك لا يمكن بيعها بشكل قانوني إلا كمواد كيميائية بحثية وهذا يعني أن العلماء هم من يستطيعون الحصول عليها. هذا يسبب أن يتم بيع الهرمونات مثل الديانابول أو الأنادرول، وغيرها من المواد التي يتم تناولها عن طريق الفم، على أنها سارمز. أو أن يتم خلط السارمز بمواد ضعيفة أو ضارة لزيادة الأرباح.
في بحث علمي ب 2017 وجدوا أنه من بين 44 منتج يباع كسارمز، 48% منها لا تحتوي على سارمز أصلًا!! بعضها أحتوى على المنشطات، وبعضها لم يحتوي على أي مادة مفيدة من الأساس!!
رأيي الشخصي
شخصيًا، لم أستعمل أي نوع من السارمز، ولا أنصح بها لمتدربيني، ولا لأي شخص يسألني عنها. في النهاية، لا تنسى أن هدفك من هذه اللعبة هو تحسين صحتك وشكل جسمك، لا تتسرع في النتائج، لأن السرعة واستخدام المواد الممنوعة مثل الهرمونات، والستيرويد، والسارمز، وغيرها، سيسبب لك أضرارًا متعددة، وأضرارًا بالأعضاء الداخلية عاجلًا أم آجلا. لذا، أنصحك بتجنبها تمامًا.
للأسف الأشخاص الذين يتسرعون في إستخدام السارمز معظمهم من المبتدئين، ويكون لا يطبق أساسيات اللعبة مثل تناول سعرات حرارية كافية، وكمية البروتين المطلوبة، وتمرينهم يكون سهل ولا يصل لقريب من الفشل العضلي، ولا يتطور أسبوعيًا عن طريق زيادة الأوزان أو التكرارات، ولا يلعب بمدى حركي كامل.
ترى هذا المبتدئ كل الأساسيات عنده خاطئة ويظن أن السارم ستفيده، ولكن صدقني الفائدة التي ستحصل عليها من السارم بسيطة جدًا جدًا، فقط لا تتسرع وركز في الأساسيات.
إقرأ أيضًا: نصائح للمبتدئين في الجيم لبناء العضلات بشكل أسرع
الخلاصة
- السارمز هي عبارة عن مواد انتقائية للمستقبلات الأندروجينية، وتُعتبر مواد محظورة ومنشطة، قد تؤثر سلبًا على صحتك على المدى القريب أو البعيد. ما زالت المادة حديثة ولم تتم عليها دراسات كافية، فلا نعرف ضررها على المدى البعيد، كذلك نسبة كبيرة من التي تجدها في السوق مغشوشة.
- يتجه إليها لاعبين كمال الأجسام حاليًا لأنه يشاع أنها لا يوجد لها أي أضرار لكن هذا الأمر غير صحيح، ويوجد لها العديد من الأضرار مثل: التأثير على النفسية، إضطرابات النوم، زيادة إحتمال الإصابة بالسرطان، إنخفاض إفراز التستوستيرون، وغيرها.
- بالنهاية لا أنصح فيها وأنصحك بتجنبها والتركيز في الأساسيات. هدف هذا المقال توعيتك على مخاطر هذه المواد.
1 فكرة عن “ما هي السارمز- هل هي هرمونات من دون أضرار؟”
لدي سؤال عن هرمون DHEA هل هو مفيد وآمن ومن الممكن استخدامه؟