5 طرق مثبتة علميا لزيادة معدل الحرق وتسريع خسارة الدهون

هذه المقالة تحتوي على:

لماذا معدل الحرق هو مفتاح خسارة الدهون؟

يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة “ثبات الوزن” أو صعوبة في خسارة الدهون، خاصة في مناطق معينة مثل البطن أو الأرداف . وغالباً ما يُلقى اللوم على “بطء معدل الحرق” أو “الأيض”. في الحقيقة، إن فهم كيفية عمل معدل الحرقهو الخطوة الأولى والأساسية لكسر هذا الثبات وتحقيق نتائج مستدامة.

قبل الغوص في الطرق، يجب ترسيخ حقيقة علمية لا تقبل الجدل: لخسارة الدهون من أي منطقة في الجسم، يجب أن تستهلك سعرات حرارية أقل من احتياجك (عجز السعرات) . المنطقة التي ستخسر الدهون منها أولاً تعتمد بشكل كامل على جيناتك، وليس على مشروب معين أو تمرين محدد .

إجمالي الطاقة التي يحرقها الجسم يومياً يتكون من عدة أقسام :

  1. معدل الأيض الأساسي (BMR): الطاقة التي يحرقها جسمك للبقاء على قيد الحياة (التنفس، ضخ الدم). يشكل هذا حوالي 60-65% من إجمالي الحرق، وهو ثابت نسبياً وصعب التغيير .
  2. التأثير الحراري للطعام (TEF): الطاقة التي يستهلكها الجسم لهضم وامتصاص الطعام .
  3. الحركة الناتجة عن التمرين (EAT): السعرات المحروقة أثناء التمارين الرياضية (كارديو أو مقاومة) .
  4. الحركة غير الرياضية (NEAT): الطاقة المحروقة من جميع الأنشطة اليومية غير الرياضية .

بينما لا يمكننا تغيير الـ BMR بشكل كبير، يمكننا بالتأكيد التأثير على العوامل الثلاثة الأخرى لزيادة إجمالي السعرات المحروقة يومياً. هذا المقال سيستعرض 5 طرق مثبتة علمياً لرفع معدل الحرق، مستندة إلى المعلومات الواردة في الاسكربت المقدم [sources 1-47].


الطريقة الأولى: قوة الحركة غير الرياضية (NEAT)

ما هو الـ NEAT (النشاط البدني غير الرياضي)؟

الـ NEAT (Non-Exercise Activity Thermogenesis) هو مصطلح علمي يصف كل السعرات الحرارية التي تحرقها من خلال الأنشطة البدنية التي لا تعتبر تمريناً رياضياً منظماً . هذا يشمل الأنشطة البسيطة مثل:

  • تحريك اليدين أثناء الكلام .
  • هز الرجل أثناء الجلوس .
  • المشي من غرفة لأخرى.
  • أعمال المنزل الخفيفة.
  • الوقوف بدلاً من الجلوس.

قد تبدو هذه الأنشطة تافهة، لكن مجموعها التراكمي على مدار اليوم يمكن أن يُحدث فرقاً هائلاً في إجمالي السعرات المحروقة.

كيف تزيد الـ NEAT بسهولة في يومك؟

الهدف هو تحويلك من شخص “خامل” إلى شخص “نشيط” في حركاتك اليومية.

  • تتبع خطواتك: النصيحة العملية الأولى هي البدء في حساب خطواتك اليومية. حاول أن تصل إلى هدف يتراوح بين 6,000 إلى 8,000 خطوة يومياً . هذا الهدف سيجبرك على زيادة حركتك الإجمالية دون الشعور بأنك تمارس “تمريناً” .
  • تغيير العادات البسيطة:
    • استخدم الدرج بدلاً من المصعد دائماً .
    • قم بإيقاف سيارتك في مكان بعيد، سواء في السوبر ماركت أو في العمل، لزيادة خطواتك [sources 12, 14].
    • اذهب للمشاوير القصيرة مشياً على الأقدام بدلاً من قيادة السيارة .
    • حتى في الأماكن المغلقة، مثل المكتبة أو المكتب، اختر الجلوس في مكان بعيد عن المخرج، مما يضطرك للمشي أكثر عند الدخول والخروج .

زيادة الـ NEAT هي أسهل طريقة لحرق سعرات حرارية إضافية “بسهولة ومن دون ما تحس” .


الطريقة الثانية: دمج تمارين الكارديو بذكاء

تمارين الكارديو (التمارين الهوائية) هي وسيلة مباشرة لحرق السعرات الحرارية. تنقسم هذه التمارين إلى نوعين رئيسيين، ولكل منهما مزاياه .

النوع الأول: الكارديو منخفض الشدة

  • التعريف: LISS (Low-Intensity Steady State) هو الكارديو الذي يتم بشدة خفيفة إلى متوسطة ولفترة زمنية مستمرة . الأمثلة تشمل المشي، المشي السريع، أو الهرولة الخفيفة .
  • المزايا: يتميز هذا النوع بأنه سهل التطبيق، لا يسبب إرهاقاً كبيراً للجهاز العصبي، ويمكن ممارسته لفترات طويلة (مثل 30-60 دقيقة) . كما أنه ممتاز لزيادة عدد الخطوات اليومية (NEAT).
  • العيوب: قد يجد بعض الأشخاص هذا النوع مملاً، خاصة إذا تم أداؤه على الأجهزة داخل الجيم [sources 17, 21].

النوع الثاني: الكارديو عالي الشدة

  • التعريف: HIIT (High-Intensity Interval Training) هو الكارديو الذي يتضمن فترات قصيرة من المجهود عالي الشدة، تليها فترات راحة منخفضة الشدة .
  • مثال للتطبيق: الركض بأقصى سرعة لمدة 20 إلى 40 ثانية، ثم المشي أو الراحة لمدة دقيقة إلى دقيقتين، وتكرار هذه الدورة .
  • المزايا: هذا النوع فعال جداً في حرق سعرات حرارية عالية في وقت قصير (عادةً 15-25 دقيقة فقط) . كما أنه يحسن اللياقة البدنية ومعدل ضربات القلب بشكل كبير .
  • العيوب: نظراً لشدته العالية، فإنه يضع ضغطاً كبيراً على الجسم والاستشفاء. لا يُنصح بممارسته بشكل يومي، بل يفضل الاكتفاء بمرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً كحد أقصى، حتى لا يؤثر سلباً على استشفائك العضلي من تمارين المقاومة .

أيهما أختار؟

الخيار الأفضل يعتمد على ما تفضله شخصياً ويمكنك الاستمرار عليه . يمكنك الدمج بينهما؛ مثلاً، المشي (LISS) يومياً لزيادة الـ NEAT، وإضافة جلستين HIIT أسبوعياً لرفع اللياقة .


الطريقة الثالثة: بناء العضلات عبر تمارين المقاومة

هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لزيادة “معدل الأيض الأساسي” (BMR) على المدى الطويل. تمارين المقاومة، سواء في الجيم بالأوزان أو في المنزل بوزن الجسم، هي حجر الزاوية .

الحرق المزدوج: السعرات أثناء التمرين وفي وقت الراحة

  • أثناء التمرين: أنت تحرق سعرات حرارية بشكل مباشر أثناء أداء جلسة تمارين المقاومة .
  • في وقت الراحة (الأهم): الفائدة الحقيقية تأتي من “بعد” التمرين. عندما تبني كتلة عضلية، فإن جسمك يحتاج إلى حرق سعرات حرارية أكثر لمجرد الحفاظ على هذه العضلات، حتى وأنت نائم أو جالس .
  • بالأرقام: العضلات أنسجة “نشطة أيضياً” أكثر بكثير من الدهون.
    • 1 كيلو من الدهون يحرق حوالي 5 سعرات حرارية في اليوم وقت الراحة .
    • 1 كيلو من العضلات يحرق حوالي 15 سعرة حرارية في اليوم وقت الراحة .
    • هذا يعني أن العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر بـ 3 أضعاف من الدهون . ببساطة، كلما زادت كتلتك العضلية، كلما ارتفع معدل الأيض الأساسي (BMR) لديك.

الفائدة الجمالية: شد الجسم وتقليل الترهلات

بعد خسارة كمية كبيرة من الدهون، تساعد تمارين المقاومة على إعطاء الجسم مظهراً مشدوداً ومتناسقاً، وتقلل بشكل كبير من احتمالية ظهور الترهلات .

كم يجب أن أتمرن؟

يُنصح بالبدء بعدد أيام يناسب جدولك ويمكنك الالتزام به. بشكل عام، 3 إلى 5 أيام في الأسبوع تعتبر كافية جداً لتحقيق نتائج ممتازة . الأهم هو الاستمرارية حتى في أسوأ الظروف، فاختر ما يناسب نمط حياتك .


الطريقة الرابعة: التركيز على البروتين (التأثير الحراري للطعام)

كما ذكرنا، الـ TEF (Thermic Effect of Feeding) هو جزء من معدل الحرق اليومي. والبروتين هو “الملك” في هذا الجانب .

البروتين والمحرك الأيضي

  • التعريف: التأثير الحراري للطعام يعني أن الجسم يستهلك طاقة (سعرات) لهضم وامتصاص المغذيات .
  • المقارنة: تختلف نسبة الطاقة المطلوبة حسب نوع المغذي:
    • البروتين: الجسم يحرق 20% إلى 30% من سعرات البروتين في عملية هضمه . (مثال: إذا أكلت 100 سعرة من صدور الدجاج، فإن جسمك سيحرق 20-30 سعرة منها لمجرد هضمها) .
    • الكربوهيدرات: الجسم يحرق 5% إلى 10% من سعراتها لهضمها .
    • الدهون: الجسم يحرق 0% إلى 3% فقط من سعراتها لهضمها .
  • النتيجة: مجرد زيادة كمية البروتين في نظامك الغذائي يعني أنك تزيد معدل الحرق تلقائياً.

الفوائد الإضافية للبروتين

  1. الشبع: البروتين هو أكثر عنصر غذائي يساعدك على الشعور بالشبع والامتلاء لفترة طويلة . هذا عامل حاسم للنجاح في الالتزام بعجز السعرات.
  2. بناء العضلات: البروتين هو العنصر الأساسي الذي يحتاجه الجسم لترميم الألياف العضلية التي تم هدمها أثناء تمارين المقاومة، وإعادة بنائها بشكل أقوى وأكبر .

ما هي الكمية المطلوبة؟

لهدف بناء العضلات، يُنصح باستهلاك ما بين 1.6 إلى 2.2 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن جسمك . (إذا كانت نسبة الدهون لديك عالية جداً، يتم حساب هذه النسبة بناءً على “الوزن الصافي من الدهون”) . تشمل المصادر الممتازة: الدجاج، اللحوم، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان .


الطريقة الخامسة: النوم كأداة لحرق الدهون

النوم ليس رفاهية، بل هو ضرورة أساسية لنجاح عملية خسارة الدهون وزيادة معدل الحرق. إهمال النوم يدمر جهودك بطريقتين .

تنظيم هرمونات الجوع والشبع

أثناء النوم، يقوم الجسم بتنظيم الهرمونات الرئيسية التي تتحكم في الشهية :

  • هرمون الجريلين (هرمون الجوع): قلة النوم تزيد من إفراز هذا الهرمون .
  • هرمون الليبتين (هرمون الشبع): قلة النوم تقلل من إفراز هذا الهرمون .
  • النتيجة: عندما تهمل نومك، ستستيقظ في اليوم التالي وأنت تشعر بجوع أكبر وشبع أقل . هذا يجعل مقاومة الأكل والالتزام بالدايت أمراً شبه مستحيل.

الاستشفاء، بناء العضلات، والأداء الرياضي

النوم هو وقت الذروة لإفراز الهرمونات البنائية مثل هرمون النمو (Growth Hormone) والتستوستيرون .

  • ضعف الاستشفاء: إذا كنت تتمرن بشدة ولا تنام كفاية، فإن جسمك لا يملك الوقت الكافي لإصلاح العضلات .
  • تباطؤ البناء العضلي: بدون استشفاء، لن تُبنى العضلات بكفاءة، مما يعيق هدفك في رفع معدل الأيض .
  • انخفاض الأداء وزيادة الإصابات: ستشعر بالتعب أسرع في التمرين، ولن يكون أداؤك في أفضل حالاته، مما يزيد من احتمالية تعرضك للإصابات [sources 39, 40].

توصيات لنوم أفضل

  • الكمية: استهدف النوم ما بين 7 إلى 9 ساعات يومياً .
  • الجودة (نصائح عملية):
    • تجنب الكافيين قبل 6 إلى 8 ساعات من موعد نومك .
    • اجعل غرفة نومك مظلمة تماماً وباردة .
    • توقف عن استخدام الجوال أو التعرض للشاشات قبل 30 دقيقة على الأقل من النوم .
    • حاول تثبيت موعد نومك واستيقاظك يومياً .

ماذا عن الحيل السريعة؟ (خل التفاح، المشروبات الحارقة)

يتم الترويج للكثير من المنتجات مثل خل التفاح، المشروبات السحرية، أو حتى الحمام بالماء البارد كوسائل لحرق الدهون . الحقيقة أن تأثير هذه الأشياء (إن وجد) فهو قليل جداً ولا يكاد يُذكر . النجاح الحقيقي يكمن في التركيز على الأساسيات.


الخلاصة: المفاتيح الخمسة لزيادة معدل الحرق

لزيادة معدل الحرق وتسريع خسارة الدهون بشكل فعال ومستدام، لا يوجد حل سحري، بل يجب التركيز على 5 ركائز أساسية :

  1. زيادة الـ NEAT: تحرك أكثر في يومك واجعل هدفك 6-8 آلاف خطوة .
  2. تمارين الكارديو: استخدمها كأداة لحرق سعرات إضافية، سواء (LISS) أو (HIIT) .
  3. تمارين المقاومة: هي الأهم لبناء العضلات، التي ترفع معدل الأيض وقت الراحة .
  4. البروتين: ارفع كمية البروتين لزيادة الشبع والاستفادة من تأثيره الحراري العالي (TEF) .
  5. النوم: أعطِ الأولوية للنوم (7-9 ساعات) لتنظيم هرمونات الجوع والاستشفاء العضلي .

عندما تتقن هذه الأساسيات، فإنك تضمن نجاحك في خسارة الدهون بأكثر الطرق فعالية واستدامة.


المصادر

مقالات ذات صله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *